في هذا المقال، نوضح لك آليات طريقة حساب الزكاة التقديرية في السعودية، الأسباب التي تدفع الهيئة لاتباعها، والخطوات الحاسمة لتجنب الوقوع في هذا النوع من التقدير المكلف.
يمثل الالتزام بتقديم الإقرار الزكوي السنوي للشركات والمؤسسات السعودية التزاماً دينياً وواجباً قانونياً لا يمكن التهاون فيه. تعتمد هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA) في الأساس على القوائم المالية المدققة التي تقدمها المنشأة لحساب الوعاء الزكوي الفعلي.
لكن ماذا يحدث عندما تفشل المنشأة في تقديم السجلات الكافية أو تتأخر في الإقرار؟
هنا تظهر خطورة الزكاة التقديرية (أو الربط الزكوي التقديري). تلجأ ZATCA إلى هذه الطريقة كآلية لضمان تحصيل الحق الزكوي للدولة، ولكنها غالباً ما تسفر عن مبالغ مستحقة أعلى بكثير مما كان يجب دفعه فعلياً، لأنها تعتمد على الافتراضات والنسب القياسية بدلاً من الأرقام الفعلية.
ما هي الزكاة التقديرية ومتى تُستخدم؟
الزكاة التقديرية هي إجراء تتخذه هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA) لتقدير الوعاء الزكوي للمنشأة في حال عدم توفر المعلومات الكاملة والموثوقة اللازمة لإجراء الربط الزكوي الفعلي (المبني على الأرقام الحقيقية).
ما الأسباب التي تدفع ZATCA للجوء إلى الربط التقديري؟
تلجأ الهيئة إلى تطبيق الزكاة التقديرية على المنشأة في الحالات التالية:
- عدم تقديم الإقرار الزكوي: إذا لم تقدم المنشأة إقرارها الزكوي في موعد تقديم الإقرار الزكوي المحددة (خلال 120 يوماً من نهاية الفترة المالية).
- غياب السجلات المحاسبية: إذا كانت السجلات المحاسبية المقدمة غير منتظمة، أو ناقصة، أو لا تعكس حقيقة نشاط المنشأة بشكل يمكن الاعتماد عليه.
- القوائم المالية غير المدققة: إذا قدمت المنشأة قوائم مالية غير مدققة من محاسب قانوني مرخص لدى الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين (SOCPA) رغم تجاوزها الحد الإلزامي للتدقيق.
- الأخطاء الجوهرية: إذا احتوى الإقرار المقدم على أخطاء جوهرية واضحة ومخالفات للائحة الزكوية تجعل الأرقام المقدمة غير قابلة للتصديق.
طرق وأسس حساب الزكاة التقديرية في السعودية
عندما تقرر ZATCA تطبيق الربط التقديري، فإنها تعتمد على أسس معينة لتقدير الوعاء الزكوي، وهي طرق تهدف إلى الوصول إلى تقدير منطقي للدخل أو الأصول الخاضعة للزكاة.
ما هى الأسس الرئيسية المستخدمة في التقدير للزكاة ؟
على مر السنوات، اعتمدت الهيئة (أو سلفها) على طرق تقديرية تتناسب مع طبيعة النشاط، ومن أبرزها:
1. طريقة النسبة من الإيرادات (Percentage of Revenue Method)
هذه هي الطريقة الأكثر شيوعاً في حالات غياب السجلات، وتعتمد على تقدير الإيرادات الفعلية ومن ثم تطبيق هامش ربح تقديري:
- الخطوة أ: تقدير المبيعات/الإيرادات الإجمالية. تعتمد الهيئة على أي بيانات متوفرة لديها، مثل كشوف الحساب البنكي، أو تقديرات المبيعات المبلغ عنها لـ VAT، أو الإفصاحات المقدمة للجهات الأخرى.
- الخطوة ب: تطبيق نسبة الربح التقديرية. يتم تطبيق هامش ربح تقديري (قد يكون خاصاً بالقطاع أو متوسطاً لهامش الربح في السوق).
- الخطوة ج: حساب الربح الزكوي التقديري. هذا الربح يمثل أساساً للوعاء الزكوي قبل إجراء التسويات.
2. طريقة المقارنة والاستناد إلى المماثل (The Comparison Method)
تُستخدم هذه الطريقة عندما تكون بيانات المنشأة شحيحة جداً، حيث تقوم الهيئة بما يلي:
- المقارنة القطاعية: مقارنة نشاط المنشأة بأداء منشآت أخرى مماثلة تعمل في نفس القطاع، وتتمتع بنفس حجم النشاط تقريباً.
- تطبيق النسب القياسية: تطبيق متوسط نسب هامش الربح أو نسب الوعاء الزكوي لمنشآت هذا القطاع على منشأتك.
3. طريقة تقدير رأس المال العامل (Working Capital Estimation)
في بعض الحالات المعقدة، يتم اللجوء إلى تقدير عناصر الوعاء الزكوي بشكل فردي (الأصول والالتزامات) للوصول إلى تقدير رأس المال العامل الخاضع للزكاة. هذا يتم بالتركيز على تقدير الأصول المتداولة (المخزون، الذمم المدينة) التي مر عليها الحول.
معادلة حساب الوعاء الزكوي التقديري (المنطق العام)
على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة للتسويات التقديرية تُعد من اختصاصات الهيئة الداخلية، فإن المنطق العام الذي يحكم تقدير الزكاة يمكن تلخيصه كالتالي:
كيف يتم الوصول إلى الوعاء الزكوي التقديري؟
يتم الوصول إليه عن طريق:
- تقدير الربح الزكوي: تقدير الإيرادات ثم ضربها في نسبة صافي الربح التقديرية المعتمدة للقطاع.
- إجراء التسويات التقديرية: يتم إضافة بعض البنود الافتراضية للربح التقديري أو خصم بعض الالتزامات الافتراضية، للوصول إلى رقم الوعاء الزكوي النهائي.
لماذا تكون الزكاة التقديرية مرتفعة؟
لأن الهيئة، في غياب الدفاتر الموثوقة، تفترض أسوأ السيناريوهات وترفع نسب هامش الربح التقديري، حيث لا يتمكن المكلف من خصم التسويات القانونية التي كان سيحصل عليها لو قدم قوائمه المالية المدققة بشكل صحيح (مثل خصم بعض المخصصات أو الأصول الثابتة).
كيف تتجنب الوقوع في الربط الزكوي التقديري؟
إن تجنب الزكاة التقديرية هو أفضل استثمار يمكن أن تقوم به أي منشأة. يتطلب الأمر التزاماً بالدقة والشفافية.
الخطوات الحاسمة لضمان الربط الزكوي الفعلي
- مسك الدفاتر المحاسبية المنتظم:
- الاحتفاظ بجميع السجلات والفواتير والمستندات الداعمة بشكل منظم وقابل للتدقيق.
- توثيق جميع الإيرادات والمصروفات بدقة يومية.
- التعاقد مع محاسب قانوني معتمد:
- لضمان أن القوائم المالية يتم إعدادها وفقاً لمعايير التقارير المالية الدولية (IFRS).
- للتأكد من أن القوائم المالية يتم تدقيقها والحصول على تقرير المدقق قبل التقديم.
- تقديم الإقرار في المواعيد القانونية:
- يجب تقديم الإقرار الزكوي خلال 120 يوماً من تاريخ نهاية الفترة المالية لتجنب غرامات التأخير والربط التقديري.
- الاستعانة بخبراء الزكاة والضرائب:
- لإجراء التسويات الزكوية المطلوبة (تعديلات الأرباح المحاسبية للوصول إلى الوعاء الزكوي) بدقة قبل التقديم.
“كشوف” يضمن لك معالجة ملفك الزكوي بالكامل بدءاً من مسك الدفاتر , استخراج شهادة الزكاة , الاعتراض على الزكاة والدخل , تصحيح إقرار ضريبة الدخل , استشارات ضريبية وزكوية وحتى تقديم الإقرار المدقق، مما يحميك من التقديرات العالية والمراجعات المطولة مع ZATCA.
تواصل الأن واعرف المزيد من التفاصيل
الأسئلة الشائعة حول الزكاة التقديرية في السعودية
- هل يمكن الاعتراض على قرار الربط الزكوي التقديري؟
نعم، يحق للمكلف الاعتراض على قرار الهيئة بفرض الربط التقديري، ويجب تقديم الاعتراض خلال 60 يوماً من تاريخ استلام القرار. يجب دعم الاعتراض ببيانات وسجلات محاسبية موثوقة ومدققة لإثبات أن الوعاء الفعلي أقل من التقدير. - ما هي نسبة الزكاة المفروضة على الوعاء الزكوي التقديري؟
تطبق نسبة الزكاة الثابتة وهي 2.5٪ على الوعاء الزكوي (المقدر أو الفعلي)، والتقدير هنا يخص قيمة الوعاء نفسه وليس نسبة الزكاة. - ما هي غرامة عدم تقديم الإقرار الزكوي؟
في حال عدم تقديم الإقرار، يتم فرض غرامة بنسبة 1٪ من الإيرادات عن كل سنة تأخير، بحد أقصى 24,000 ريال، بالإضافة إلى غرامة تأخير السداد بنسبة 2.5% من الوعاء الزكوي عن كل سنة تأخير، وإمكانية تطبيق الربط الزكوي التقديري. - هل يمكن للهيئة تقدير الزكاة بأثر رجعي؟
نعم، يحق للهيئة مراجعة وتقييم الإقرارات الزكوية لسنوات سابقة (غالباً حتى 10 سنوات في بعض الحالات) وإجراء التقدير أو الربط الإضافي إذا تبين أن المنشأة لم تقدم البيانات الصحيحة. - هل تنطبق الزكاة التقديرية على الشركات الأجنبية؟
الزكاة تُفرض على حصص المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي في الشركات. أما الشركات الأجنبية بالكامل، فتخضع لضريبة الدخل، والتي يمكن أن تخضع لربط تقديري أيضاً إذا لم تقدم القوائم المالية السليمة.
تواصل الآن عبر واتساب : 540759161
















